التسميات: يوميات معلمة
أنا وضفادعي
لي رحلة طويلة مع كتب إدارة الوقت لم تقع عيني على كتاب في مكتبة أو معرض للكتاب يتضمن كلمة الوقت إلا واقتنيته ،والسبب هو المحاولة الموازنة بين تمدد مشاغلي وانكماش وقتي ..وهي الشكوى العامة وخاصة من ينتمي لمهنة التعليم ... حتى وقعت على كتاب ل(ىرايان ترايسي ) وهو كما يقال أكبر خبير في إدارة الوقت في العالم..أعجبتني فكرة الكتاب لطرافتها كان اسم الكتاب : (ابدأ بالمهم ولو كان صعبا أو (التهم هذا الضفدع ).
يقول : (إذا كان عليك أكل ضفدعتين فابدأ بالأبشع "وهناك قول آخر بأنه إذا كان لديك واجبان مهمان ، فابدأ بالأكبر و الأصعب والأهم أولا ) .
الأعمال والضفادع ما المشترك بينهما...ربما.. البشاعة..
عموما لن ألتهم أيا منهما..! بل سأتخلص منها على طريقتي ..وبما أنه لا توجد بحيرة قريبة ألقيها فيها .. فسأكتفي بأن ألقيها من النافذة لتأكلها القطط الوحشية !!!
رجعت إلى البيت وطابور من الضفادع الصغيرة والكبيرة والمتوسطة يلاحقني..
عموما حاولت أن أنجز مهامي بطريقة ترايسي.. وأن أنجز أولا أكبر المهمات وأبشعها وأقضي عليها ثم أتفرغ للمهمات الأخرى الصغيرة .. ولكني فشلت..وبجدارة..
هل الخطأ فيّ أم في ترايسي؟؟ أم في أعمال المعلم التي لا تنتهي ......ونظرة واحدة لمهام المعلم .تكفيني مؤونة التبرير....فمابين عمل ورقي سجلي...وعمل ميداني جسدي... يُطحن المعلم...أما إذا ابتلاك الله برئيس..يتمسك بأهداب النظام وشعره وأظافره وندوب وجهه...عندها يتحول كل عمل صغير إلى ضفدع ضخم يلتهمك أنت بدلا من أن تلتهمه ...
واكتشفت مع هذه النظرية شيئا هاما وهي أن المعلم مصاب بمرض ، هو عمى تحديد الأولويات..لماذا ؟؟ لأن كل أعماله أولويات ولا يوجد هام وأهم..فمابين سجل التحضير اليومي الذي يُقْسِم بدلا عنك أنك شرحت الدرس...وحضور الحصص اليومي إلى الحراسة وضبط الأمن والنظام فيما يطلق تلطفا (مناوبة)..إلى إعداد الاختبارات وأشباحها.. ودفاتر الطلاب التي تقضي على وقت راحتك الصغير في المدرسة..مرورا بالأنشطة الصفية واللاصفية...وليس انتهاء بإعداد المهرجانات والحفلات... مما يجعل محاولة إنجاز كل هذه الأعمال تماما مثل محاولة التوازن و المشي على الماء..
ومع كل الأعمال يمتاز المعلم بميزة فريدة أنه الموظف الوحيد الذي تلاحقه أعماله إلى البيت وتزاحم وقته..وتدخل معه حجرة نومه حتى إذا نام خرجت له في الحلم على هيئة ضفادع بشعة..تنقنق بمرح..
وأكاد أجزم - وعلى مسؤوليتي- أن كل من حققوا إنجازا يذكر في التعليم ،لم يكن ذلك إلا سحبا من رصيد صحتهم النفسية والجسدية وتضحية بحياتهم الشخصية...لصالح حياتهم العملية..
نظرت إلى ضفادعي وهي تتقافز حولي وتنقنق على رأسي.. فما كان مني إلا أن أدرت لها ظهري ودخلت حجرتي ورحت في نوم عميق...
إذن كل نظريات إدارة الوقت وإدارة الأولويات لن تجدي المعلم نفعا مادام يمارس كل هذا الكم الهائل من الأعمال..بلاتمييز..
إهداء من ترايسي :
لتكن سعادتك وسعادة من تحب هي هدفك الرئيسي من إدارة وقتك.
ومن المتنبي:
لمن تطلب الدنيا إذا لم ترد بها سرور محب أو إساءة مجرم
بقلم الاستاذه : رحمة العتيبي
5 التعليقات:
بكل بساطه
أبتعدتي عن الاشكال التقليديةفي التعليم وضعي لكي اسلوب يناسب فكركي كخريجة علوم حاسب آلي وقتها لن تجدي الضفادع تلاحقكي أبداً
سوف أقول لكي شي تعلمته أجعلي خططكي دائماً مرنه تتغير وتتشكل مع أي تغيير يحصل دون التغيير لكامل للخطه
شكرا ياأستاذ ماجد على التعليق..
المقال لي وليس للأخت وفاء..
وعموما المقالالغرض منه السخرية والمبالغة من أعمال المعلم المتراكمة..والتي لاتراعيه فيها وزارة التربية والتعليم والتي تريد منه كل شيء ولاتمنحه شيء..
تحية لك ولصاحبة المدونة...
رحمة العتيبي
هلا بك عزيزتي اخيرأ نورتي انا اقسمت الا ارد الا بوجودك ..منوره ياختي وانتظر ابداعاتك وبصراحة هالمقال راااااااااااائع جدا جدا جدا ..متحمسة كثير على فكرة لبرنامجك ادارة الاولويات ..:P
أنتظرك في برنامجي وأدعو الجميع للاستفادة
رحمة العتيبي
أ.رحمة إنت بحر ملئ بالإبداعات فكلما أردت أن أرسو على شاطئك إلا أنني أغرق في كلماتك العذبة..
واصلي والله يوفقك ياااارب..
أختكـ:*..الوافية..*
إرسال تعليق